كثيرًا ما يخلط الناس بين البلاغ والشكوى، على اعتبار أنهما يحملان ذات المعنى، حيث إن المصطلحان يؤديان إلى ذات النتيجة المبتغاة منهما؛ ألا وهي إحاطة السلطات المختصة بجنايةٍ ما، إلا أن هنالك العديد من الفروقات، نبين لكم جزءًا منها على النحو الآتي:
الاختلاف الأول:
البلاغ: يقدم من أي شخص والغالب فيه أنه غير متضرر في ذاته؛ ولكن يقصد بذلك مصلحة عامة، وقد يكون مقدم البلاغ متضرراً؛ ولكنه يبلغ لأجل الحق العام فقط، ولا يطالب بحق شخصي تجاه المتهم، ويمكن أن يكون البلاغ من الجاني نفسه بشرط أن يكون قبل علم الجهات المختصة بالجريمة وهو ما يعرف بالإقرار أو الاعتراف عند الفقهاء، فإذا كان لاحقًا لعلم الجهات المختصة أصبح اعترافًا فقط ولا يسمى بلاغًا.
الشكوى: تقدم من المجني عليه أو من ينوب عنه أو وارثه من بعده.
الاختلاف الثاني:
البلاغ: لا يشترط رفعه من المجني عليه لتتم إقامة الدعوى الجزائية أو إجراءات التحقيق؛ لأن البلاغ لا يكون إلا في حق عام، وعليه يمكن لأي شخص رفعه، وقد يرفع من المجني عليه كذلك بشرط أن يكون قبل علم الجهات المختصة بالجريمة.
الشكوى: الأصل في إقامة الدعوى الجزائية أو إجراءات التحقيق في الجرائم الواجب فيها حق خاص للأفراد أن تكون بناءً على شكوى من المجني عليه أو من ينوب عنه أو وارثه من بعده إلى الجهة المختصة، إلا إذا رأت هيئة التحقيق والادعاء العام (النيابة العامة) مصلحة عامة في رفع الدعوى والتحقيق في هذه الجرائم.
الاختلاف الثالث:
البلاغ: قد يعاقب الشخص الذي لم يبلغ عن الجريمة تواطأ مع المتهمين.
الشكوى: لا يعاقب الشخص.
الاختلاف الرابع:
البلاغ: يجوز أن يكون ضد معلوم ومجهول.
الشكوى: لابد أن تكون ضد شخص معين بالذات لتحريك الدعوى الجنائية، فلا يعتد بالشكوى التي يقدمها المجني عليه ضد مجهول.
لا توجد تعليقات